وفق ما ذكرته
وكالة رويترز للأنباء في تقرير لها من تونس، فإن النتائج الجزئية بعد فرز أكثر من نصف الأصوات، في انتخابات الرئاسة التونسية، تظهر
أن الناخبين أحدثوا "زلزالا سياسيا"، برفضهم قيادات بارزة لصالح أستاذ في
القانون، غير معروف على نحو يذكر، و
قطب إعلامي مسجون يشتبه بتهربه من
الضرائب.
وكان أستاذ القانو
ن المحافظ قيس سعيد، وقطب الإعلام الذي يحاكم بتهم فساد نبيل القروي، قد تقدما على 24 مرشحا آخرين، بينهم رئيس
الوزراء يوسف الشاهد، ورئيس
ا وزراء سابقان، ورئيس سابق ووزير الدفاع، إضافة
إلى عبد الفتاح مورو، مرشح حزب النهضة الإسلامي المعتدل.
وتشير
النت
ائج الجزئية للانتخابات الرئاسية التونسية، إلى أن قيس سعيد جاء في المقدمة، وحصد ما نسبته 18.7 في المئة من الاصوات، بينما جاء القروي في
المركز الثاني، بنسبة 15.5 في المئة ، وحل عبد الفتاح مورو، مرشح حزب
النهضة الإسلامي الم
عتدل ثالثا، بحصوله على 13.1 في المئة.
ووفقا
لكثير من المراقبين، فإن الن
تيجة تمثل صدمة كبيرة، للمؤسسة السياسية التونسية، بكل رموزها وأحزابها، وتؤشر إلى حالة من فقدان الثقة، من قبل
الشعب التونسي، بالمؤسسة السياسية التي حكمت البلاد على مدار سنوات ماضية.
وإذا
أكدت النتائج الرسمية المتوقع
ة، الثلاثاء 17 أيلول/سبتمبر، ما أعلن عن فوز قيس سعيد ونبيل القروي، فإن ذلك سيمثل رفضا قويا للحكومات المتعاقبة، التي
لم تستطع تحسين مستوى المعيشة أو إنهاء الفساد.
وكانت تقارير قد أشارت
إلى تدني، في نسبة الإقبال على التصويت، حيث بلغت 45 % ، مقارنة بنسبة 63 % عام 2014، وأضافت أن ضعف الإقبال يسلط الضوء، على الإحباط واسع النطاق، من ضعف الاقتصاد، وارتفاع البطالة وتردي الخدمات
العامة وتجذر الفساد.
وكان قيس سعيد، قد وصف النتائج التي أظهرت
تقدمه السباق الانتخابي، بأنها تشبه "ثورة ثانية" وقال" ما حصل يحملني مسؤولية كبرى لتحويل الإحباط الى أمل.
"نؤكد اليوم أن بنك أهدافنا
يتسع يوما بعد يوم، وأن العمليات القادمة ستكون أشد إيلاما على النظام السعودي، وعلى قوى العدوان، وأنه لا خيار أمام
قوى العدوان والنظام السعودي، إلا وقف الحرب ورفع الحصار عن بلدنا"
هذا
ما ورد على لسان المتحدث العسكري، باسم الحوثيين في ا
ليمن، العميد يحيى سريع متبنيا الهجوم الأخير، بعشر طائرات مسيرة
على معملين، تابعين لشركة أرامكو السعودية للنفط، بمحافظة بقيق وهجرة خريص شرقي البلاد، وهو الهجوم
الذي كانت قد أعلنت عنه، وزارة الداخلية السعودية في بداية الأمر.
ويجسد
هذا الجانب
من تصريحات العميد يحيى سريع، في معرض إعلان المسؤولية عن الهجوم، عنوانا مهما، في الصراع بين الحوثيين في اليمن، والمملكة العربية
السعودية، التي تقف على رأس تحالف عربي، كانت قد أسسته قبل ما يقارب الخمس
سنوات، للقضاء على الحوثيين في اليمن، والذين تقول إنهم بمثابة ذراع لإيران
في المنطقة.
وقد تحول استهداف الحوثيين للمن
شآت النفطية السعودية، إلى سلاح جديد بيدهم، يقولون إنه يهدف إلى إجبار الرياض، على وقف حربها
المستمرة في اليمن، وقد تبنت الجماعة هجومين سابقين، في مايو/ أيار،
وأغسطس/ آب الماضيين، على منشآت نفطية لأرامكو
أيضا، غير أن هذا الهجوم الأخير، يعد الأكبر من نوعه، كما يمثل نقلة نوعية في هجمات الحوثيين من هذا
النوع، نظرا لأنه طال العمق السعودي، ونفذ بدقة بالغة.
وتكمن خطورة الهجوم الأخير، من وجهة نظر مراقبين، في أنه ربما يتعدى حدود الصراع
الاقليمي، واستهداف الداخل السعودي، إلى محاولة ضرب الاقتصاد، والإضرار
بعلاقات الرياض مع العديد من القوى العالمية، التي تعتمد على النفط
السعودي، عبر إظهار السعودية بأنها غير قادرة على حماية منشآتها النفطية.
وينتمي سعيد، الذ
ي يتحدث الفصحى دائما، كما لو كان في محاضرة بالجامعة، للطبقة المتوسطة على عكس
أغلب الطبقة السياسية، ويقود سيارته القديمة، ويقول إنه يفضل البقاء في
منزله، إذا تم انتخابه بدلا من الانتقال إلى القصر الرئاسي الفاخر في
قرطاج.
وبينما أنفق مرشحون مئات الآلاف من الدولارات، على حملا
تهم، لم يكن لسعيد مدير حملة، ولا تمويل، وقد اكتفى بمقر متواضع من ثلاث غرف، في
مبنى قديم وسط العاصمة، وكان يعول على تبرعات متواضعة من متطوعين يدعمونه.
ويتشابه
نبيل القروي، الذي حل في المرتبة الثانية، مع قيس سعيد
، في أن كليهما جاءا من خارج المؤسسة السياسية التونسية، لكنهما
يختلفان من حيث الإمكانات والثراء المالي، ويشارك القروي الذي يقدم نفسه على أنه رجل أعمال ناشط، في
المجال الخيري، في الانتخابات باسم حزب "قلب تونس".
رأيكم
إلى أي شيء
يؤشر فوز مرشحين من خارج المؤسسة السياسية في الانتخابات التونسية؟
وكيف ترون ما يقوله البعض من أن صعود هذين المرشحين يؤشر إلى نمو للشعبوية في تونس؟
ما هو تأثير هذا الصعود لقيس سعيد ونبيل القروي على المؤسسة السياسية والاحزاب التونسية القديمة؟
وهل يتمكن أي من قيس سعيد ونبيل القروي من معالجة المشكلات المتراكمة لتونس في حالة صعودهما للسلطة؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الثلاثاء 17 أيلول/
سبتمبر من برنامج نقطة حوار الساعة 16:06 جرينتش.